مقابلة مؤسس منصة ل ج ب ت بالعربي مع مجلة ليفانتكس المترجمة
اضغط على الصورة أعلاه لقراءة المنشور على ل ج ب ت بالعربي
مقابلة مؤسس منصة ل ج ب ت بالعربي مع مجلّة "ليفانتكس" المترجمة
تومض الكاميرا لتكشف عن شقة صغيرة في مدينة برلين، حيث يوجد إيّان لاجئ سوري يعيش في ألمانيا ومؤسس فريق "ل ج ب ت بالعربي" قبل 4 سنوات، ومنذ ذلك الحين يزداد نجاحاً بشكل كبير ومستمر
ل ج ب ت بالعربي لا تعتبر مؤسسة مُسجلة بعد، لكنّ إيّان يقول إنّه يمضى قدماً في هذا الاتجاه. ليس لدى الفريق مكاتب، موظفون بأجر، أو حتى مصدر تمويل، بل يعمل أعضاء الفريق عن بُعد عبّر الإنترنت فقط بشكل شبه كامل، ورغم ذلك لدى هذا الفريق تأثير واسع في الشرق الأوسط بأكمله
ويقول إيّان متحدثاً عن مشواره في هذا المجال "بدأنا بترجمة المعلومات إلى اللغة العربية، والآن أصبحنا إحدى أكبر الصفحات المتخصصة بمجتمع الميم على موقع فيسبوك في الشرق الأوسط" مؤكداً في الوقت ذاته، أنّ معظم المعلومات التي ينشرها الموقع طبية، مع بعض الإرشادات الاجتماعية، مشيراً إلى أنّه أطلق حملة استمرت لنحو شهرين خُصصت لنشر معلومات من الرابطة الأمريكيّة للطب النفسي، مستدركاً بالقول "لا يتمّ الحديث عن هذه القضايا باللغة العربية"
وفي عالم تهيمن فيه اللغة الانجليزيّة حيث أصبحت هي اللغة السائدة، متخطيّةً الفرنسيّة، هناك تحدٍ يكمن في التأكيد على إتاحة الفرصة لمتحدثي اللغة العربية عن فهم الأشخاص المنتمين لمجتمع الميم، ويوضح إيّان "في العالم العربي، إن لم تكن متقناً للغة الإنجليزيّة، قد تظن أنك شخص مريض للأبد. والسبب يعود إلى فقر المصادر العلمية العربية التي تتحدث عن قضايا مجتمع الميم"، ويستدرك بالقول "هناك الكثير ممن لا يفهمون معنى أن تكون "مثلياً" أو "مثليّة
يزداد عدد روّاد الصفحة بشكل مستمر؛ لذلك فإن تأثير هذا العمل إيجابي حتى الآن. كما يزداد عدد الأشخاص المطلعين على معلومات مهمة وخاصة بمجتمع الميم باللغة العربيّة، ففي كل شهر، يزور ما بين 200 إلى 400 ألف شخص المنصة، كما حصل أحد المقالات المنشورة على أكثر من 800 ألف مشاهدة. ويتكوّن الفريق من 25 متطوعاً، أغلبهم من مصر وسوريا، ويَعقدون اجتماعات بشكل شهري لاتخاذ القرارات الخاصة بالعمل
تجارب المتطوعين المصريين والسوريين تعكس قصص الدولتين في مرحلة ما بعد "الربيع العربي". ففي سوريا، لا توجد هناك مساعدات أو تنظيم سرّي. فإذا تعرض أحدهم للضرر أو مشكلة معينة، لا يمكن فعل الكثير!. فإذا كان لديهم مال، قد يستطيعوا الهروب. لكن، ليس هناك ما يستطيع LGBT بالعربي عمله أو تقديمه لإنقاذهم
وتعليقاً على الزواج القسري الشائع بين المثليين والمغايرين جنسياً في سوريا كذلك يقول إيّان بابتسامة حزينة "هذا يحطم قلبي
أمّا في مصر، توجد عدة منظمات تقدم المساعدة للمنتمين لمجتمع الميم. فهناك منظمات لديها صلات بدول مختلفة يمكنها تقديم المساعدة لهم
هناك شعور بالاتّحاد بين مجتمع الميم. يعانون جميعهم من التمييز والتنمر، هذا الشيء يشاركه الجميع
ويقول إيّان "اليوم، هناك الكثير من الأشخاص الذين تواصلوا معي وأرسلوا لي عبّر المنصة رسائل مفادها أنّهم تعرفوا على أنفسهم وميولهم الجنسية بسبب الصفحة، الآن يوجد هناك عدد أكبر من الأشخاص الذين يفهمون المشاكل التي يواجهونها
المزاج يتغيّر عندما نتكلم عن مشاكل الصحة، فالاكتئاب يُعدّ مشكلةً كبيرةً يعاني منها مجتمع الميم في الشرق الأوسط، ربما بشكل يفوق الصحة الجنسيّة. حيث يُجبر بعضهم على خوض علاقات معينة ضد إيرادتهم، والبعض الآخر يعيش في الخفاء حياةً كاملةً بشكل سريّ. وعندما لا تستطيع إخبار عائلتك، تشعر بالسوء. حيث يعيش المنتمون لمجتمع الميم في سرية تامّة في العالم العربي، مشابهاً لحال الولايات المُتّحدة خلال حقبة السبعينيّات من القرن الماضي
ويراود إيّان شعور إيجابي إزاء المنصّة التي أسّسها، داخل وخارج الشرق الأوسط. والفريق المتطوّع يشعر بالشيء ذاته أو ربما أكثر، فبحسب إيّان الذي يرى انفراجاً قادماً في نهاية المطاف فإن "الكثير من المنتمين لمجتمع الميم لا يعتقدون أنّهم سيحصلون الآن على المساواة وحقوقهم الأساسيّة، لكن الجيل القادم سيحصل على ذلك
وأضاف إيّان بالقول "عندما ماتت الناشطة المصريّة سارة حجازي، كان هناك تغيير، مقارنةً مع الوقت الذي شرعت فيه الولايات المتّحدة زواج المثليين عام 2014، إذ لم تظهر أعلام مجتمع الميم في الصفحات الشخصيّة على موقع فيسبوك في الدول العربيّة ، لكن هذه المرّة الأمور تغيرت"، يأتي ذلك تعليقاً على تغيير صور الصفحات الشخصيًة التي تحمل إطار علم قوس قزح. ففي أوروبا الغربيّة، شهد الجميع شيئاً من هذا القبيل لكن الأمر مختلف بالنسبة لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
بعد هذه المقابلة، عين الرئيس الأمريكي بايدن "رجي غرير" مستشاراً لمجتمع الميم، مع تعهده بالنضال من أجل حقوق المجتمع داخل الولايات المتحدة وخارجها
إضافة إلى ذلك، كانت هناك تطورات إيجابيّة في قضايا أخرى، فعندما كتب مطعم سوري في برلين بشكل مسيء عن سارة حجازي، كانت ردة الفعل قويّة لدرجة أن المطعم قدم اعتذاراً لاحقاً. كما قارنته إحدى الجمعيّات الخيرية بالديكتاتور بشار الأسد، ردة الفعل القوية هذه أدت إلى طرد من كتب التعليق المسيء لحجازي، يقول إيّان "كان من المستحيل أن نشهد هذه الأمور قبل 5 سنوات
وأضاف إيّان "في سوريا، المصابون برهاب المثليّة يتبادلون النكات المعاديّة للمثليّة الجنسيّة المبنيّة على الذكورة السامة. حيث يرون المرأة أقلّ شأناً من الرجل، وأنّ المثليين كالنساء. لذلك أرى أنه في حال حصول المرأة على حقوقها، فسيحصل مجتمعنا على حقوقه كذلك
وعندما سألت إيّان عن رسالته للعالم، أخذ نفساً عميقاً واختتم قائلاً "قضايا مجتمع الميم لا تناقش في الإعلام الغربي، على سبيل مثال، قبل شهرين وقعت العديد من المنظمات العربيّة على عريضة تناشد موقع فيسبوك العمل بشكل أكبر على قضايا مجتمع الميم، بيد أن الإعلام الغربي ركز على ذلك فقط لأنّنا تحدثنا عن فيسبوك وليس عن حقوقنا المشروعة، علينا أن نركز على هذه القضايا، رجاءاً
ترجمة: مهدي
تدقيق: سفيان
#LGBTArabic #LGBTبالعربي